• 29 مارس 2024

جميل مريج.. “ابن خلدون” تركيا

فدوى الوايس ـ خاص مرحبا تركيا

نشأ المفكر والكاتب والمترجم التركي في عائلة مثقفة كان والده “محمود نيازي” قاضياً ووالدته “زينب زينات” تُجيد القراءة والكتابة.

وُلد “الفيلسوف العثماني” حسن جميل مريج، في 16 ديسمبر/كانون الأول 1916، في ولاية “هاتاي” جنوبي تركيا. عاش مراحل طفولته بعيداً عن الأطفال الذين في عمره، حيث كان نهماً في تعلم القراءة والكتابة.

شرع ماريج في قراءة المجلات والصحف، وهو في سن الخمس سنوات. عاش في أنطاكيا حتى عمر السبع سنوات، بعدها انتقل الى الريحانية ليدرس المرحلة الابتدائية فيها، ليعود به المطاف إلى أنطاكيا، حيث تابع فيها المرحلة الإعدادية في مدرسة أنطاكيا السلطانية الفرنسية.

كان مجتهداً في الترجمة الفرنسية. وعندما كان طالباً في الثانوية نُشِر أول مقالة له في جريدة “يني غون“. وبسبب مواقفه القومية تجاه مُدرسيه ومقالته الذي كتبه تحت عنوان “الموقف القومي“، اضطر إلى ترك مدرسته.

 وقبل انتهائه من المرحلة الثانوية، اتجه إلى إسطنبول لإكمال الثانوية، والحصول على الشهادة. وتعرف هناك على المفكر التركي الكبير “ناظم حكمت”. ولكن بسبب سوء أوضاعه المادية في إسطنبول، اضطر للعودة إلى الإسكندرون عام 1937.

وهناك عمِل مُدرساً ومُترجماً لعامين. بعدها تم القبض عليه من قبل الحكومة بتهمة محاولة تغيير النظام في “هاتاي”، وبعد الحكم عليه بالإعدام، تم تبرئته بعد شهرين.

اقرأ أيضاً نشاهد مسلسل قيامة أرطغرل…لكن هل نعرف السيرة الذاتية لبطله؟

حصل مريج على منحة جامعية عام 1940، بقسم اللغات الاجنبية في جامعة إسطنبول، ليتخرج منها بعد عامين. وبعد تخرجه بدأ يعمل في مجلات عديدة ككاتب ومترجم محترف.

وفي عام 1942 تعرف على المُعلمة “فوزية مانتاشا اوغلوا” عندما كان مُدرِساً  للغة الفرنسية في ثانوية بمدينة “الازيغ”، وتزوج منها. ولكنه لم يكن محظوظاً، حيث فقد جميع أولاده الذين ولدوا في الأزيغ.

انتقل إلى إسطنبول عام 1945، ليُحسن من أوضاعه المعيشية. وهناك رُزق بولدين “محمود علي وأوميت”, درس الللغة الفرنسية في جامعة اسطنبول ما بين 1948 و1974. وخلال تلك الفترة من العمل الأكاديمي، برع في صياغة قواعد لعلم الاجتماع، كما برع في تدريس آداب اللغة الفرنسية.

ترجم مريج أول كتاب له من اللغة الفرنسية إلى التركية عام 1943. وفجأةً وبدون سابق إنذار، تعرض لمرضٍ فقد على إثره بصره بشكل تام عام 1945، ولم يستطيع أية عملية جراحية. وعلى الرغم من ذلك لم يتوقف عن الكتابة حيث كتب العديد من المقالات الادبية والسياسية والاجتماعية والفلسفية ايضاً.

نُشِر لمريج كتابان في عام 1964، هما؛ آداب الهند ,وسط العالم. بعد تقاعده عام 1974، كتب ما يقارب أكثر من عشرة كتب في مجالات مختلفة.

وفاة زوجته أثر عليه بشكل كبير، فأُصيب بشلل في طرفه الأيسر، ولكنه استمر في مشوار الأدبي والثقافي، ناشراً كتاباً جديداً باسم “من الثقافة إلى العلم”.

توفي المفكر والأديب مريج عام 1987. ولم يغادر الحياة سوى بجسده، حيث ترك كتباً أدبيةً واجتماعيةً نفسيةً لا زالت تشكل قاموساً عريقاً للباحثين. ويُعدّ كتاباه “الضوء يأتي من الشرق” و”ملاحظات سريعة في علم الاجتماع”، الأكثر رواجاً.

 

فريق التحرير

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *